قصة نجاح شابة انشأت موقع الكتروني قيمته اليوم اكثر من مليار دولار
وهي مؤسسة موقع Canva الشهير والذي يهدف إلى اتاحة الفرصة للجميع لتصميم كل شيء على الإنترنت ، بداية من بطاقات التهنئة ، إلى المنشورات، الشعارات والتقاويم المختلفة
بدأت قصة ميلاني سنة 2006 عندما كان عمرها 19 سنة ، وتدرس بجامعة "ويسترن أستراليا" ، حيث كانت غاضبة جداً من الوقت الذي يتطلبه تعلم استخدام برامج التصميم التقليدية
وقالت :
" قد يستغرق الأمر فصلاً دراسياً كاملاً لتعلم الأساسيات، حتى أبسط المهام ، فإرسال ملف من نوع PDF عالي الجودة مثلاً يمكن أن يتطلب تنفيذ 22 أمراً على جهاز الحاسوب "
وفي الوقت الذي يتذمر فيه اغلبية الطلبة بدل التفكير بايجاد حل للمشكل ، وجدت " ميلاني " فرصة لتأسيس عمل مهم ، وقررت أن تبدأ موقع خاص بالتصميم على الإنترنت يكون سهلاً قدر الإمكان للمستخدمين ولتنفيذ الفكرة قامت رفقة صديقها " كليف " بتخصيص غرفة في منزل والدتها واستدانت نقوداً من أقربائها من أجل دفع تكلفة الاستعانة بمصممين لوضع البرامج الخاصة بتلك المنصة الإلكترونية ، وتركت دروسها الجامعية في موطنها بمدينة بيرث في استراليا لتذهب إلى بالو ألتو في كاليفورنيا من أجل اجتماع مع المستثمر المعروف في مجال التكنولوجيا " بيل تاي " وهو احد أثرياء "وادي السيليكون"
واضافت ميلاني :
إذا أردت أن تبهر أحداً فعليك بتقليد لغة جسده ، ومن أجل أن تحصل على دعم لموقعها الإلكتروني الجديد المتخصص في مجال التصميم عبر الانترنت ، قررت أن تختبر تلك النظرية حين كان " بيل " يتناول غدائه ، بدأت بعرض مشروعها وهي تتناول الغداء وتقلد حركاته
لم ينتبه تاي إلى أنها كانت تقلد حركاته ، ولا يبدو أن فكرتها أعجبته ، حسبما تقول وتضيف " لا أعتقد أن فكرتي أعجبته نهائياً ، لأنه كان مشغولاً على الهاتف طيلة الوقت "
لكن " تاي " كان مهتماً بتعريف ميلاني إلى شبكة من المستثمرين والمهندسين وكذلك المطورين من "وادي السيليكون" ، وقد استثمر بنفسه في وقت لاحق في الموقع الذي اسسته " ميلاني "
وبعد قبول فكرتها تحولت " ميلاني " لسيدة أعمال ، واتخدت من العاصمة الاسترالية سيدني مقراً لها ، وقد بلغت قيمة موقعها الذي اسمته " Canva " مليار دولار بعد أحدث استثمار لها ، ويبلغ المشتركين بالموقع 10 ملايين مستخدم ، من 179 بلداً وتُنفَذ 10 تصميمات عبر موقعها كل ثانية تقريبا
بعد عدة سنوات تحولت لاكبر ناشر للكتب المدرسية في استراليا ، ثم انتشرت في فرنسا ونيوزيلندا ، وكان العمل ناجحاً لدرجة أن " ميلاني " قررت ترك جامعتها لتكريس وقتها كاملاً للعمل ، وقالت :
" إن وادي السيليكون كان صدمة حضارية كبرى بالنسبة لها بسبب ما تقول إنه اختلاف هائل بين استراليا والولايات المتحدة في مفهوم الترويج للنفس ، ففي استراليا لا يتحدث الناس كثيراً عن إنجازاتهم ، أما في " وادي السيليكون" حيث تسعى للحصول على تمويل أو فريق من المهندسين ، عليك أن تتحدث عن إنجازاتك "
واضافت :
" إن الأمر كان يستحق الانتظار، ثلاث سنوات مضت بين عرض الفكرة على أحد المستثمرين وحتى تأسيس الشركة فعلياً ، وهي فترة طويلة للغاية ، وواجهنا الرفض مئات المرات أثناء محاولتنا ، لكن أعتقد أن ذلك كان مفيداً أيضاً ، فقد جعلنا نُحسّن من طريقة أدائنا كل مرة ، ونضع استراتيجيتنا قبل أن نبدأ ، لذلك عندما حصلنا على التمويل قمنا مباشرة بالتنفيذ بطريقة سريعة وفعّالة "
وفي الجولات الاستثمارية المتعاقبة ، شهد Canva زيادة تصل إلى إجمالي 82 مليون دولار ، ولأن الموقع يقدم خدماته الأساسية بالمجان للمستخدمين ، فإنه يحصل على المال من اشتراكاتهم لإتاحة الفرصة لهم للوصول إلى أدوات متقدمة أكثر في مجال التصميم الإلكتروني .