وفاة أكبر المحتالين الماليين في تاريخ وول ستريت Wall Street
توفى اليوم " برني مادوف " في السجون الأمريكية لمرضه حيث كان من المفترض أن يقضي 150 سنة في ذلك السجن ، وقد أدين عام 2009 في أكبر قضية احتيال ونصب مالي في تاريخ وال ستريت Wall Street ، سنلقي نظرة على تاريخ هذا الرجل وكيف خدع الناس ؟
ولد " برني مادوف " في عام 1938 في نيويورك ومن عائلة يهودية ، بدأ في تداول الأسهم الصغيرة Penny Stocks وعمره 22 سنة عندما أسس شركته لتداول وتقديم خدمات الوساطة ، وهو يعتبر من أوائل من بدأ باستخدام الحاسوب لتنفيذ أوامر المتداولين
لا أحد يعلم بالضبط متى بدأ " مادوف " بالنصب والاحتيال ، فمادوف يقول بإنه بدأ في بداية التسعينيات ولكن الجهات الرسمية الأمريكية تقول بإنه بدأ في منتصف الثمانينيات ويمكن في السبعينيات أيضا ولكن ماذا كان ينصب ؟
بكل بساطة كان يأخذ أموال المستثمرين ويدعي بإنه يستثمر أموالهم في الأسهم ، وعقود الخيارات Binary ومن ثم يزور العوائد الشهرية مما يجذب مستثمرين جدد ، وإذا طلب المستثمر القديم أمواله فإن مادوف يحول أموال المستثمر الجديد إلى القديم ، وهو ما جرى في عملية بونزي Ponzi كلاسيكية
والشكل التالي يوضح العوائد المزعومة لصندوق " مادوف " على الرغم من أن العوائد الشهرية ليست خرافية إلا أن مستوى التذبذب المنخفض لتلك العوائد يعتبر خرافي
وهنا يظهر الفرق جليا عندما نقارن العائد الإجمالي المتراكم لمؤشر إس آن بي 500 مع عائد صندوق مادوف (الخط الأحمر) فعائد " مادوف " في ارتفاع دائم ، بغض النظر عن أداء السوق ولفترات طويلة ، ولكي يفسر هذا الأداء الممتاز فإن مادوف كان يدعي بإنه يلتزم باستراتيجية استثمارية معينة ، فما هي ؟
تلك الاستراتيجية تسمى Split Strike Conversion حيث تتمحور تلك الاستراتيجية حول الأسهم وعقود الخيارات ، ففي استراتيجية " مادوف " فإنه يشتري الأسهم المكونة لمؤشر إي آند بي 500 ويبيع خيارات الصعود على تلك الأسهم وبمتحصلات هذا البيع يشتري خيارات الهبوط على تلك الأسهم أيضا وكل ذلك في نفس الوقت ، فالاستراتيجية تحميه من الخسائر الكاملة ولكن هناك سقف لأرباحه ، وهو يجني الفرق كما بالأسفل
لكن في واقع الأمر ، هل تعمل تلك الاستراتيجية بنجاح ؟ بحسب باحثان فإن الاستراتيجية لو تم تطبيقها بحسب طريقة مادوف فإن العوائد ستكون جيدة ولكن مستوى التذبذب سيظل عاليا كما في الشكل أدناه " الخط الأسود هو التطبيق الحقيقي للاستراتيجية "
لتأتي نهاية " مادوف " عندما اعترف أمام أبناءه في ديسمبر 2008 بأن صندوقه كذبة كبيرة ، فما كان من الابنين إلا أن علموا الجهات الرسمية بهذا النصب والاحتيال وتم القبض عليه ، وقد شعر مادوف بنهايته عندما طلب الكثير من المستثمرين استرداد أموالهم أُثناء الأزمة المالية العالمية ، لكن لماذا لم يتم كشفه قبل ذلك ؟ أولا لضعف الجهات الرقابية ، وثانيا استغل مادوف قلة خبرة المستثمرين على الرغم من أن الكثير من المستثمرين والمتداولين شككوا في عوائد صندوق مادوف قبل القبض عليه بسنوات ، ويذكر ان قيمة أصول صندوق " مادوف " بلغت عند القبض عليه 65 مليار دولار أمريكي ، ولكن أغلب ذلك المبلغ كان عبارة عن عوائد وهمية وورقية ، أما المبلغ الحقيقي للخسارة فهو 18 مليار دولار أمريكي
ويذكر انه ثم اعداد فيلم حول قصة هذا الشخص تحث عنوان " The Wizard of Lies "